فضاء حر

الموقف من جريمة قتل عبد الغني الحمزي انموذج لأبشع انواع التمييز بين الضحايا ..!

يمنات

مقتل المواطن اليمني عبد الغني الحمزي واصابة اخرين من رفاقه في ساحة التغيير بالرصاص الحي اطلقها جنود من الفرقة الاولى مدرع بدم بارد وامام عدسات التصوير كل هذا ليس خبرا تهتم به وسائل الاعلام اليمنية والعربية ولا حدثا خطيرا تتوقف امامه اطراف مؤتمر الحوار والساسة والمنظمات الحقوقية وما يسمى بثوار الساحات فقط لان الضحايا "حوثيين" او محسوبين عليهم..

هل هناك اقبح من هذا التمييز بين الضحايا والجناة ؟

ماذا لو كانت الجريمة معكوسة مثلا …؟

بمعنى اخر ماذا لو ان مسلحا "حوثيا" او مسلحا غير حوثيا ولكن يمكن الاشتباه بانه حوثي ولو من خلال اسمه او منطقته اقدم – لسبب او لأخر – بإطلاق الرصاص الحي على جنود يتبعون الفرقة الاولى مدرع وادى الحادث لمقتل جندي واصابة اخرين اثنين منهم جراحهم بليغة ؟

حينها لن يكون الحادث خبرا اعلاميا هاما وعاجلا وحسب بل وحملة اعلامية تبدأ ولا تنتهي..

ولن يكون مجرد حدثا خطيرا قد تتوقف امامه اطراف الحوار في دار الرئاسة وفندق موفمبيك وحسب بل ونقطة تحول كاملة في قضايا واولويات الحوار نفسها..

والخلاصة فان اطلاق الرصاص على عدد من شباب الساحة وقتلهم بدم بارد في الساعة الاولى من افتتاح مؤتمر الحوار وعلى خلفية انتمائهم السياسي والفكري من ناحية وطريقة تعامل المجتمع ونخبه السياسية والحقوقية والاعلامية مع الجريمة من ناحية اخرى هو بالضبط خلفية حروب صعدة السابقة لمن يريد ان يتبين حقيقتها وخلفياتها وهي اسباب وعوامل الحروب والصراعات القادمة في صعدة وغيرها لمن يريد ان يقرا المشهد ايضا..

والاهم هي التي ادت الى الازمة التي تعيشها اليمن منذ زمن طويل وحاولت الثورة اخراجها وجاءت الاطراف ذاتها لإعادة اليمن واليمنيين الى مربع الازمة نفسها ثم القول بان اطراف الازمة ستحل الازمة بالحوار.. هذه كذبة كبرى والقبول بها او تمريرها مغالطة لأنفسنا ولأبناء مجتمعنا..

لو كانت هنالك جدية ومصداقية لدى المتحاورين لكانت دماء الشهيد الحمزي ورفاقه الجرحى سبابا كافيا لإنهاء انقسام الجيش واقالة محسن ورفع كتائبه المنشقة من الشوارع والجامعات والطرق حتى لا يظلون ورقة ضغط على المتحاورين او قتلهم وتصفيتهم كما حدث في اول ايام الحوار.

انها رسالة واضحة من قبل القوى النافذة والموجودة على الارض مفادها تحاوروا كما تريدون ولكن بسقفنا نحن ووفقا لأولوياتنا نحن من ناحية..

وتحاوروا كما تريدون ولكن اذا توصلتم ولو بالصدفة الى اي شيء صحيح وجدي – من ناحية اخرى – فلن يجد طريقه الى التنفيذ طالما ونحن على الارض ونحكم ونتحكم بالقرار..

يبقى ان نقول بان مظلومية الشهيد الحمزي ورفاقه الجرحى ليس فقط مثالا فجا لقباحة التمييز بين الضحايا بل ومؤشرا صارخا لعدم جدية الحوار..

من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى